الأربعاء، 25 يوليو 2018

تقرير خاص: سجناء “سجن سيئون المركزي” : يتعرضون لجرائم وانتهاكات لا إنسانية

أسابيع مضت ومازال عدد من المساجين القابعين في سجن سيئون المركزي مضربين عن الطعام حتى تحقيق مطلبهم المتمثل ببدء محاكمتهم، بينما مايزال يشكو مساجين آخرين تحدثوا لـ”حضرموت21″،عن تعرضهم لانتهاكات خطيرة ،وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية .


وبعد الضغوطات الإعلامية التي كشفت المشكلات التي يعاني منها المساجين، فتحت إدارة السجن أبوابها أمام مندوبي المنظمات والهيئات الحقوقية والاعلامية، للاطلاع على أوضاع السجن ولذات الهدف نُـظمت زيارات لمسؤولين حكوميين أبرزهم النائب العام القاضي علي الاعوش،ورئيس استئناف نيابة سيئون القاضي علي صابر لكن تلك الزيارات لم تحقق نتائج ملموسة لحل الأزمة بحسب مراقبون، بل إن ادارة السجن حاولت تضليل مندوبي المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية عن حقائق مايعانية المساجين.


وحول ذلك كشف المركز الوطني للمعتقلين والمفقودين والمخففين قسرا عن ” قيام إدارة السجن بنقل السجناء الذين كانوا مضربين عن الطعام إلى المبنى الطيني الذي كان يسمى بالسجن القديم لسيئون،والذي يبعد عن السجن الحالي الذي كانوا يقبعون فيه  أكثر من 50 مترا “

وبحسب المركز فإن أقدام إدارة السجن على نقل المساجين سببه ” عدم إتاحة الفرصة للمساجين ،الحديث عن الانتهاكات التي يتعرضون لها ،إلى اللجنة التي ضمت مندوبين عن منظمات حقوقية وإنسانية وصحفيين وذلك خلال زيارة اللجنة إلى السجن أواخر يونيو /شباط الماضي.”

أحد المساجين القابعين في سجن سيئون المركزي كشف لـ”حضرموت 21“،عن معاناته واقرانه من المساجين .

جرائم داخل السجن :

السجين الذي رفض الكشف عن اسمه خشية التنكيل به حسب قولة قال “نتعرض لانتهاكات جمة أبرزها: تعرضنا للتعذيب بأساليب ووسائل متعددة ،فعلى سبيل المثال عندما يتشاجر إثنان من السجناء،يتم جرهم وإخراجهم من قبل العسكر خارج بوابة السجن الخارجية ويتم أمرهم بحمل الاحجار الثقيله على ظهورهم من مكان إلى مكان  مع الضرب ورش المياه ،ناهيك عن الشتم والتلفظ بأقبح الالفاظ،يحدث ذلك دون علم النيابة أو اذن منها. كذلك اذا حصل بين أي سجين وبين السجانين شجار، فقد يحدث مالا يرضاه السجان،فمصيرالمسجون يكون نقله الى الشرطة العسكرية ،أو السجن القديم التابع لسجناء “القاعدة”  الارهابيين ،سيء الصيت.


ويضيف السجين القول “للأسف تحدث جرائم غير أخلاقية وعلى مرأى ومسمع من الإدارة ،ومنها الاختلاط  واللقاءات غير المشروعة بين نساء زائرات وبعض المساجين وبسبب وقوع بعض الجرائم اللاأخلاقية وجدت في داخل  السجن حاله مصابة بمرض الايدز، بعد التحليل الذي أجرته منظمة حقوق الانسان بمساعدة المحامي صبري عبيد مسعود وبدورنا طالبنا بإخراج الحالة  ولكن تم الرفض بشكل قطعي ونخشى أن تنتشر عدوى الإصابة بالإيدز بين المساجين، نعاني أيضا من أنتشار متعاطي المخدرات من بعض المساجين حيث تدخل المخدرات والممنوعات بشكل لافت إلى السجن بين فترة وأخرى
استغلال بشع :

ويتابع السجين حديثه لـ”حضرموت21“نتعرض أيضاً لصنوف شتى من الاستغلال فزياراتنا ندفع عليها مقابل مالي ،لكي يدخل زوارنا وإذا خرج الزوار، يدفع زوارنا المال أيضا للعسكر بالإكراه ،وأيضا عندما يفرج عن سجين ،لا يطلق سراحه إلا بعد دفع مبلغ مالي للعسكر كذلك نحرم من الأكل والمشرب المناسب ،فلا ندري أين تذهب مخصصات الأكل لسجناء السجن المركزي بسيئون الذي يصرف شهريا كذلك نعاني من عدم وجود من يقوم بتنظيف السجن ،كما هو سابقاً في الإدارة السابقة الا عامل صومالي الجنسية وهو سجين يقوم بالتنظيف ويتم الدفع له من قبل السجناء أنفسهم من خلال ما يفرض عليهم من ضريبه في القات التابع لهم، بالإضافة الى اننا نمنع من ابسط الحقوق ،حيث تم منع السجناء الذين لديهم بقالات صغيرة كماهي في كل السجون المركزية من بيع وادخال اي شيء وتم إغلاق بقالاتهم و فتح بقالتين خارج السجن في غرف الزيارات احداها تابعه للمدير شخصياً، والاخرى بالشراكة مع احد السجناء وأحد العسكر كذلك نشكو من أسعار البضائع التي تباع في تلك البقالات غالية الثمن، وكأننا في منطقه سياحيه، حتى المعونات التي توزع للمساجين من قبل الجمعيات الخيرية لا يصل منها لنا إلا القليل والباقي ينهب”

ويختتم السجين بسجن سيئون حديثه لـ”حضرموت 21“،”أقول لكل من يشكك فيما ذكرته من حقائق عليه بالنزول المباشر والتحقق من كلامنا. ولكن نؤكد كما أكدنا للجان السابقة التي نزلت بدون فائدة نؤكد لهم بعدم إحضار إي طرف من الإدارة التابعة للسجن على رأس اللجنة. فكيف يتكلم من وقع عليه كل هذا الظلم أمام جلاد وعليه نتوجه إلى من يهمه الامر وإلى الجهات المختصة ونطلب منهم التكلم مع  كل سجين على إنفراد،وسيرون الحقائق بعينها.”

المحاكمة العادلة:

المحامي منير سهل أشار  لـ”حضرموت 21 “بضرورة عزل إدارة السجن ومن تورط معها في انتهاك حقوق المساجين بسجن سيئون،وتحويلهم للتحقيق والمحاكمة العادلة لينالوا جزائهم الرادع في حال تم التأكد من صحة الانتهاكات التي وردت في حديث السجين .”

إلى ذلك وجه رئيس نيابة استئناف سيئون  القاضي على صابر احمد ،وجه إدارة السجن العام” بالحرص على اهمية حصول نزلا السجن العام على كافة حقوقهم المكفولة لهم قانونيا ومنها حقهم في الزيارات من قبل اقربائهم واسرهم والعلاج”. كان ذلك أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها صابر لسجن سيئون المركزي
وقد عبر صابر “عن أسفه من توقف محكمة القطن الابتدائية في ممارسة عملها مما انعكس سلبا على قضايا النزلاء وبقائهم فترة اطول دون النظر في قضاياهم والفصل فيها والبالغ عددهم ( 24 ) سجين .”
وناشد القاضي صابر مجلس القضاء الاعلى “بسرعة التدخل ومعالجة وضعية محكمة القطن الابتدائية بما يكفل عودة نشاطها والنظر في جميع القضايا المعروضة عليها ولاسيما القضايا التي على ذمتها سجناء حتى لا يترتب على ذلك ضررا اشد على النزلاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق